عيد الحب أو القديس فالنتين مناسبة يحتفل بها العالم في 14 فبراير كل عام فيعبر المحبون عن حبهم بإرسال البطاقات وإهداء الزهور لأحبائهم وتحمل إسم شهيدان لقبا بفالنتين ثم إرتبط اليوم بالرومانسية التي عبر عنها الأديب الإنجليزي جيفري تشوسر بالعصور الوسطى حيث إزدهر الحب الغزلي.
منذ القرن التاسع عشر، تراجعت الرسائل المكتوبة بخط اليد لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم طرحها بأعداد كبيرة وقد كان تبادل بطاقات عيد الحب في بريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر إحدى الصيحات التي إنتشرت آنذاك وفي عام 1847، بدأت استر هاولاند نشاطاً تجارياً بمنزلها بمدينة ووستر في ولاية ماسشوسيتس إذ صممت بطاقات لعيد الحب مستوحاة من نماذج إنجليزية. كان إنتشار بطاقات عيد الحب بالقرن التاسع عشر بأمريكا التي أصبحت فيها الآن بطاقات عيد الحب مجرد بطاقات للمعايدة وليست تصريحاً بالحب بعد أن تحولت لنشاط تجاري حيث تشير إحصائيات أجرتها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة بالولايات المتحدة إلى أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أنحاء العالم سنوياً يبلغ مليار بطاقة تقريباً مما جعل يوم عيد الحب يأتي بالمرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة المتداولة بعد عيد الميلاد كما توضح الإحصائيات أن الرجال ينفقون عليها ضعف ما تنفقه النساء.
أما القديسان فهما القديس فالنتين وكان يعيش في روما والقديس فالنتين الذي كان يعيش في مدينة تورني وكان القديس فالنتين الذي كان يعيش في روما قد قتل عام 269 بعد الميلاد ودفن بالقرب من طريق فيا فلامينا ودفنت رفاته بكنيسة سانت براكسيد في روما وكنيسة الكرمليت بشارع وايتفراير في دبلن بأيرلندا. أما القديس فالنتين الذي كان يعيش في تورني، فأصبح أسقفاً لمدينة انترامنا (الإسم الحديث لتورني) عام 197 بعد الميلاد ويُقال إنه قد قُتل أثناء فترة الإضطهاد التي تعرض لها المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان ودفن أيضاً بالقرب من طريق فيا فلامينا ولكن في مكان مختلف عن فالنتين روما فيما تم دفن رفاته في باسيليكا أو كنيسة القديس فالنتين في تورني .
إرتبط فالنتين بالرومانسية في القرن الرابع عشر وتقول الرواية أنه تم إضطهاد القديس فالنتين لإيمانه بالمسيحية وقام الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني بإستجوابه بنفسه ونال القديس فالنتين إعجاب كلوديس الذي دخل معه في مناقشة حاول فيها أن يقنعه بالتحول للوثنية لينجو بحياته. ولكن القديس فالنتين رفض، وحاول بدلاً من ذلك أن يقنع كلوديس باعتناق المسيحية ولهذا السبب، تم إعدامه. وقبل تنفيذ حكم الإعدام، قيل إنه قد قام بمعجزة شفاء إبنة سجانه الكفيفة. ولم تُقدم لنا الأسطورة الذهبية أية صلة لهذه القصة بالحب بمعناه العاطفي. ولكن في العصر الحديث تم تجميل المعتقدات التقليدية الشائعة عن فالنتين برسمها صورة له كقسيس رفض قانوناً لم يتم التصديق عليه رسمياً يقال إنه صدر عن الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني وهو قانون كان يمنع الرجال في سن الشباب من الزواج لزيادة عدد أفراد جيشه لأعتقاده بأن الرجال المتزوجين لا يمكن أن يكونوا جنوداً أكفاء. ويرغم ذلك، كان فالنتين بوصفه قسيساً يقوم بإتمام مراسم الزواج للشباب. وعندما إكتشف كلوديس ما كان فالنتين يقوم به في الخفاء، ألقي القبض عليه وأودعه السجن وفيه كتب فالنتين أول «بطاقة عيد حب» في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام فيه مخاطباً الفتاة التي كانت محبوبته أو إبنة سجانه التي منحها الشفاء وحصل على صداقتها أو الصفتين كلتيهما. أرسل فالنتين لها رسالة قصيرة وقعها قائلاً «من المخلص لك فالنتين» ومن يومها أصبح تقليد عيد الحب عادة راسخة بأذهان الشعوب.