برز نجم العديد من اليهود بالسينما المصرية وربما يجهل الكثيرون أصولهم، منهم من لمع وهناك من ضل سبيله وظل مجرد كومبارس وهناك من اعتنق الإسلام عن قناعة أو للزواج من مسلمة وهناك من طالتهم اللعنة وتعاونوا مع الكيان الصهيوني وأنكروا فضل المصريين.يهود السينما المصرية، من هم؟
كلنا نعلم راقية إبراهيم وإسمها الحقيقي راشيل إبراهام ليفي التي عاشت سنوات طويلة مُخفية إيمانها الشديد بالفكر الصهيوني. وُلدت عام 1919 بالمنصورة لأسرة يهودية ودرست بالمدرسة الفرنسية ثم كلية الآداب. شاركت في بطولة أعمال فنية منها رصاصة في القلب وملاك الرحمة. عُرفت بإيمانها العميق بالكيان الصهيوني وشاركت في إغتيال العالمة المصرية سميرة موسى عام 1952 ثم هاجرت للولايات المتحدة عام 1954 وأقامت بوتيكاً لبيع المنتجات والتحف الإسرائيلية بولاية نيويورك كما عملت بمكتب إسرائيل بالأمم المتحدة وتزوجت من يهودي أمريكي وأسسوا شركة إنتاج أفلام وتعاونت مع الموساد فى تصفية سميرة موسى فقد كانت دائمة التردد على منزلها مما أتاح لها تصويره بدقة ثم سرقت المفتاح وطبعته على صابونة وأعطتها لمسئول الموساد بمصر. وبعد أسبوع، ذهبا سوياً للعشاء فى الأوبيرج مما أتاح للموساد دخول الشقة وتصوير أبحاثها ومعملها الخاص وإنتهت العلاقة بين الدكتورة موسى ورقية إبراهيم عام 1952 عندما طردتها موسى من منزلها إثر دخولها كوسيطة بينها وبين الولايات المتحدة التي عرضت عليها الجنسية الأمريكية والإقامة والعمل بمعاملها وعندما رفضت هددتها رقية إبراهيم بأن العواقب لن تكون طيبة. وعندما كانت العالمة المصرية بالبعثة الأمريكية عام 1952 كان في إستقبالها صديقة مشتركة وكانت دائمة التردد عليها وهي التي أخبرت إبراهيم بمواعيد موسي وتحركاتها وذلك وفقاً للمذكرات التي عثر عليها حتي جاء موعد زيارتها لأحد المفاعلات النووية بالولايات المتحدة وكان موعد التحرك من المنزل مجهول للموساد فعلمت إبراهيم بالموعد وأخبرت الموساد وتم الإغتيال.
أما كاميليا وإسمها الحقيقي ليليان فيكتور كوهين، فولدت في 1919 بالأسكندرية من أصول يهودية. أمها هى أولجالويس إبنور وهى مصرية لأم إيطالية وأب فرنسي. درست بالمدرسة الإنجليزية بالأسكندرية وأمست أشهر نجمة سينمائية بالأربعينيات وأعلاهن أجراً. ذاع صيتها بفيلمها الشهير قمر 14 ثم آخر كدبة والمليونير وشارع البهلوان ومسرحية حافية علي جسر الذهب. ترددت شائعات حول كونها إبنة غير شرعية لتاجر أقطان إيطالي ووالدتها كانت صاحبة بنسيون وعُرفت بجمالها الفتان حتي اختارها الملك فاروق كمحظية له قبل أن تتوفي إثر حادث الطائرة رقم 903 عام 1950 والتي كانت متُجهة لروما وسقطت في الحقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة وتردد وقتها أن الحادث مُدبر من قبل أجهزة مخابراتية بعد التأكد من إتصالها بالموساد الإسرائيلي.
وقطعاً، الكل يعرف كيتي، تلك الراقصة اليهودية وإسمها الحقيقي كيتي فوتساتي التي ذاع صيتها بأدوار لبعض أفلام إسماعيل يس كعفريتة إسماعيل يس ومتحف الشمع وسرعان ما اختفت خلال ستينيات القرن الماضي إثر تردد شائعات حول تورطها في شبكة جاسوسية وأخرى حول إرتباطها بالعميل المصري رأفت الهجان الذي كتب بمذكراته عن علاقة بفتاة تُدعى بيتي ووصفها بأنها راقصة مراهقة وطائشة وتكبره بعام واحد فمالت الآراء نحو الراقصة كيتي. أما نجمة إبراهيم، فعرفها الجمهور في ريا وسكينة وإسمها الحقيقي بوليني أوديون وولدت عام 1914 بالقاهرة لأسرة يهودية خالصة ثم إلتحقت بمدرسة الليسية وإشتهرت بأدوار الشر ويُقال أنها إعتنقت الإسلام قبل وفاتها عام 1976 ولكن هناك من يؤكد أنها بقيت على اليهودية وكان لها دوراً وطنياً إذ تبرعت بدخل مسرحيتها للجيش المصري ومنحها الرئيس السادات وسام الإستحقاق وجعل لها معاشاً إستثنائياً لموقفها الوطني ومشوراها الفني للمشاركة بتسليح الجيش المصري.
إنها الأشهر والأجمل علي الإطلاق. إنها ليلي مراد التي ولدت عام 1916 بالأسكندرية لأب مغني وملحن حلبي هو إبراهيم زكي موردخاي أو زكي مراد وأمها يهودية من القاهرة تدعي سالومون. نشأت في أسرة متواضعة الحال وتخرجت من مدرسة راهبات نوتردام ديزابوتر بالزيتون ثم تزوجت من أنور وجدي بعد أن أشهرت إسلامها عام 1946. لم يحالفها الحظ بزيجاتها الثلاث فقذ عانت من غيرة أنور وجدي الشديدة ثم تزوجت من الطيار وجيه أباظة ولم يكن يريد إعلان زواجه منها مما آلمها كثيراً وأخيراً تزوجت من مخرج لم تشعر معه بالراحة. شعرت بحزن شديد بشائعة تبرعها لإسرائيل بأموال ضخمة عام 1952 وسرعان ما تبرأت من الأمر بل وساهمت بقطار الرحمة لجمع التبرعات لتسليح الجيش المصري ورفضت أيضاً ضغوط لتهجيرها لفلسطين وبقيت بمصر حتى وفاتها في نوفمبر 1995. ومن ليلي مراد لشقيقها منير وهو ملحن يهودى كان يٌدعى موريس زكي موردخاي وُلد عام 1920 وبدأ حياته كبائع للبطاطس والجبنة وأمواس الحلاقة وترك الكلية الفرنسية للتمثيل والغناء والتلحين فدخل السينما كعامل كلاكيت ثم مساعد مخرج مع أنور وجدي وكمال سليم وإشتهر بتقليد الفنانين وشارك بالتمثيل بخمس أعمال أشهرهم نهارك سعيد. إعتنق الإسلام ويتزوج من الفنانة سهير البابلي واستمرا معاً لعشر سنوات لم ينجبا خلالها وتم الطلاق لغيرته الشديدة وتوفي عام 1981. أما إلياس مؤدب، فكوميديان اشتهر بالسمنة المضحكة وعُرف عنه براعته بالمونولوجات العربية والفرنسية كما شارك بعدة أفلام أشهرها مع إسماعيل يس منها حلال عليك وبيت النتاش، وبرغم أصوله اليهودية، إلا أنه رفض الهجرة لإسرائيل كما تم إتهامه بالتعاون مع شبكة للتجسس ولكن التحقيقات أثبتت براءته ولم يترك مصر حتى توفي في مايو 1952.
ومن التمثيل للإخراج وتوجو مزراحي أحد أشهر المخرجين ذوي الأصول اليهودية والذي إرتبط بأعمال كبار نجوم الزمن الجميل ومنهم علي الكساروُلد عام 1901 بالأسكندرية وهو مخرج من أصل إيطالي يهودي وحصل علي دبلوم التجارة الفرنسية مارس جميع الفنون السينمائية من تمثيل وإخراج وإنتاج وكتابة السيناريو. بدأ الإخراج بإسم مُستعار هو أحمد مشرقي خوفاً من أسرته وكان له دوراً كبيراً في إنتشار السينما بمصر كما عكست أفلامه الثقافة المصرية المتسامحة وأغلبها بالأسكندرية حيث كانت تعيش أجناس وديانات مختلفة. ترك مزراحى مصر عام 1948 عند تأسيس دولة إسرائيل وتم إتهامه بالتعاون مع الصهيونية وقتها ونفيه لإيطاليا وتوقف عن النشاط السينمائي حتى وفاته في 5 يونيو عام 1986.
وأخيراً لورانس العرب، عمر الشريف الذي وُلد بإسم ميشيل دميتري شلهوب عام 1932 بالأسكندرية لأب تاجر أخشاب لبناني. إلتحق بكلية فيكتوريا بالأسكندرية وبدأ التمثيل بعمر 12 عاماً علي المسرح المدرسي وقدم عدة تجارب منها هامليت لكنه بدأ مشواره الفني الحقيقي عندما إلتقى بالمخرج يوسف شاهين الذي أسند إليه دور البطولة أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم صراع في الوادي. عمل بالسينما الأمريكية فقدم لورنس العرب ودكتور جيفاغو وتشي والسيد إبراهيم وأزهار القرآن. أبرز أعماله في السينما المصرية صراع في الوادي وصراع في الميناء وأرض السلام ولا أنام وسيدة القصر ونهر الحب وإشاعة حب وفي بيتنا رجل والأراجوز والمواطن مصري وضحك ولعب وجد وحب وحسن ومرقص والمسافر وفى عام 2007 قدم تجربته الأولى في التلفزيون بمسلسل حنان وحنين. كان ولا زال حتي الآن رمزاً للوسامة الشرقية اللافتة والحضور القوي والجاذبية المفرطة وهو الممثل المصري العالمي دو الأصل اليهودي والذي أشهر إسلامه للزواج من الفنانة فاتن حمامة.