يعتبر فانوس رمضان من أشهر رموز شهر رمضان وهو جزء لا يتجزأ من مظاهر الاحتفال بقدومه ولكن هل سألت نفسك يوماً ما هو أصل فانوس؟ إليك في السطور القادمة أصل وحكاية فانوس رمضان .

يعود أصل كلمة فانوس إلى اللغة الإغريقية وتعني وسيلة إضاءة ويطلق على الفانوس ببعض اللغات “فيناس” ويذكر أحد المؤلفين ويوضح الفيروز أبادي مؤلف كتاب القاموس المحيط أن الفانوس هو النمام لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام وقد اختلفت الأقاويل عن أصل الكلمة وبداية ظهور الفانوس لكنها جميعها تؤكد أن المصريين هم أول من عرفوا الفانوس ونشروه بكل الدول العربية.

إرتباط الفانوس برمضان جاء صدفة حين دخل المعز لدين الله الفاطمي مصر فى 5 رمضان عام 392 هجرياً ومن باب الترحيب إستقبله أهلها بالفوانيس وكانت عُبارة عن فانوس أبيض به لمبة نمرة 5 وكان يخرج للشارع في ليلة رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوس ليضيئوا له الطريق وكانوا يتغنون بالأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان. وفي رواية أخرى، أراد أحد الخلفاء الفاطميين أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي رمضان فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم إضاءتها بالشموع.

وهناك رواية أخرى أيضا بأنه لم يكن يسمح للنساء بالخروج سوى في شهر رمضان فكن يخرجن ويتقدم كل امرأة غلام يحمل فانوس لينبه الرجال بوجود سيدة في الطريق حتى يبتعدوا مما يتيح للمرأة الاستمتاع بالخروج ولا يراها الرجال في نفس الوقت وحتى بعدما أتيح للمرأة الخروج بعد ذلك ظلت هذه العادة متأصلة بالأطفال حيث كانوا يحملون الفوانيس ويطوفون ويغنون بها في الشوارع.

ويقول البعض أن أصل الفانوس قد ارتبط بوجود المسحراتي الذي كان يسير في الشوارع ليوقظ الناس ليتناولوا سحورهم، وأن ذلك المسحراتي كان يسير وسط البيوت مصطحباً معه ابنه يحمل فانوساً للإنارة، حيث لم تكن كل الشوارع مضاءة بالقناديل في ذلك الوقت.

ومن ثم إرتبط شهر رمضان بالفانوس وأصبحت عادة رمضانية وإزدهرت صناعة الفوانيس وأصبح له أشكال عديدة فهناك الفانوس الكبير الذي يصل لمترين وثلاثة أمتار ويُستخدم لتزيين الحدائق والفنادق والمنازل كما تم تطوير الأشكال التقليدية للفانوس والتى كان يُطلق عليها فاروق أبو باب والفانوس المخمس وشقة البطيخ وأبو الأولاد بإستحداث أنواعاً جديدة منها بكار والنجمة وفراولة مع إستخدام الرسومات والنقوش المزخرفة لتزيينها. وكانت الأدوات المستخدمة لصناعة الفانوس بدائية كالصفيح والقصدير وماء النار والزجاج والمقص والثنايات اليدوية، أما الآن، أصبح هناك مكابس وثنايات وإسطمبات لرسم الصفيح وشبلونات لرسم الزجاج كما عاصر الفانوس الأحداث من حوله فمثلاً ظهر فانوس علي شكل مسجد قبة الصخرة يسمونه «فانوس القدس» لمساندة القضية الفلسطينية. 

إقرأ أيضاً