تطور مظهر المرأة المصرية على مر العصور وعبرت ملابسها عن تراث فترة عاشتها وأحداث كانت شريكاً أساسياً بها فكانت خير إنعكاس للمجتمع ومرآة لأحداثه وفصوله والأفضل في التعبير عن ملامح عصور عاصرتها وحقب زمنية توالت عليها.

تحكي لنا برديات الفراعنة عن المرأة الفرعونية فنجدها تتزين وتتعطر وتفرط بأناقتها وتصميم ملابسها التي تطورت لتضم قطعتين إحداهما على هيئة قميص داخلي ضيق ورقيق والآخر غلالة فضفاضة مفتوحة ينعقد رباطها فوق الثديين وتنسدل على أحد اليدين وتبدو اليد الأخرى مكشوفة، لم تعرف التحرش بل بلغت أعلى المناصب وإعتلت عرش مصر كحتشبسوت وهي أول إمرأة تحكم فى العالم.

ومع بداية الإسلام، إختلف زي المرأة وإنتقلت من إبراز مفاتن الجسد للحشمة لكنها ظلت تحتفظ بزينتها وخاصة بالعصر الفاطمى حيث كانت ترتدى الملابس مطرزة بالذهب والحرير وبلغت أوج تألقها بعصر المماليك فكانت ترسم الوشم وتصبغ الحناء وتلبس الخلخال وابتعدت قليلاً عن التحشم فعرفت وقتها ما يسمى القنادير وهى قمصان قصيرة ضيقة وظل هذا الوضع سارياً حتي أصبحت مصر ولاية عثمانية عام 1517م.
وخلال العصر العثماني، إختلفت أزياء الأميرات عن عامة النساء وظلت جميعها مستوحاة من إسطنبول عاصمة الإمبراطورية العثمانية فكانت الأميرة ترتدي الليك وهو رداء يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام لذيل مفتوح من الجانبين ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير أما العامة فكن يرتدين السلبة وهي قميص حريري بدون أكمام وفوقه حبرة حريرية تغطي الجسم من الرأس للقدم لونها أسود مع برقع أبيض للوجه وتحت الحبرة يوجد غطاء مطرز للرأس وظل دور المرأة أثناء الحقبة في الحياة العامة محدوداً للغاية.

ومع مطلع القرن العشرين، إرتدت المرأة البرقع المزركش بالترتر والخرز مع الملاية اللف وكانت تضيق وتقصر بحسب رغبتها مع الخلخال والشبشب ذى الكعب. ساد البرقع بين بنات الطبقة العليا والطبقات الأقل مع اختلاف تطريزه حتي إندلعت ثورة 1919 وكانت بداية تحرر المرأة وخلع البرقع وكانت رائدة الحركة النسائية هدى شعراوي نموذجاً لسيدات الطبقة العليا والمتوسطة بالقاهرة فيما ظلت بنات البلد والسواحل ترتدين الملاية اللف أما الفلاحات فتطور الملس الواسع لجلباب ضيق عند الصدر بفتحات جانبى الصدر لسهولة إرضاع الوليد وواسع من الأسفل للعمل والجلوس بسهولة.

تطور زي المرأة المصرية بعد الحرب العالمية الثانية على يد مصممين عالميين منهم كريستيان ديور وشانيل وبرز اتجاه فى تصميم الأزياء يبرز خطوط الوسط بالفساتين التي أصبحت أقصر وأكثر إبرازاً لمفاتن المرأة وإعتمدت على أقمشة الساتان والدانتيل وإستغنت المرأة عن أكمام الفساتين وإعتمدت على الخياطة بباترونات وظهرت التناتير المحشوة بـالشبك وهي الظاهرة التي انتشرت في المجتمع المصري.
ومع ثورة 1952، تغيرت ملابس المرأة وإتجهت للعملية وخلال خمسينيات القرن الماضي إرتدت المرأة الملابس الجلدية السوداء والجينز علي غرار مارلون براندو ورغم أن إرتداء المرأة للبنطلون قوبل في البداية بالإستنكار، إلا أنه أصبح موضة وكانت المرأة المصرية من أجمل جميلات الكون وأكثرهن أناقة. ويظل للمرأة الفرنسية الفضل في فرض البنطلون علي العالم إذ خاضت معارك ضارية ضد مجتمعها الذي اعتبر إرتداء المرأة له جريمة إلا أن إصرار المرأة للدفاع عن حقها في ملابس عملية ومريحة فرض علي المجتمع تقبلاً للواقع الجديد.  

وبحلول سبعينيات القرن الماضي، انفتح المجتمع على ثقافات أخرى فظهرت بنطلونات الـشارلستون والميني جيب والميكروجيب. وجاءت ثمانينيات القرن الماضي بتيّاران مختلفان وهما المحافظ وتحولت معه المرأة 180 درجة فإرتدت زي طويل وواسع وطرحة وظهرت التنورات الطويلة والبلوزات الحريرية بسنادات الأكتاف وتيار آخر أكثر حرية بالـتيشيرت والهاف بوت والبنطلونات الجينز بلونها الأبيض الثلجي.

ومع الألفية الثالثة، لم تعد الموضة حبيسة باترون الخياطة وفاترينات عمر أفندي فمن خلال الإنترنت تستطيع شراء الملابس من أي دولة. واليوم، أصبح الجينز السكيني قطعة أساسية بخزانة أي فتاة بجانب السترات المقصوصة وبنطلونات الليجينز بألوانها الزاهية والبليزر وغيرها.

إقرأ أيضاً