من أقدم هذه الحمامات بمصر شيده السلطان الأشرف أبو النصر سيف الدين إينال العلائى الظاهرى وهو من سلاطين المماليك البرجية الشركسية والعلائى فى لقبه نسبة للخواجا علاء الدين على التاجر الذى باعه للسلطان برقوق أما كلمة إينال فأصلها شركسى وتعنى شعاع القمر.

تدرج إينال فى المناصب الصغيرة إلى أن أصبح أتابكا أى قائد للجيش فى عهد السلطان جقمق حتى واتته الفرصة ليصبح سلطانا على مصر بعد خلع الملك المنصور عثمان بن جقمق وكان من خصال السلطان إينال الحميدة تحرى الشريعة فيما يخص القتل وعدم حبه للتملق وإطالة الدعاء فى الصلاة لكن فى المقابل كان أميًا لا يحسن حتى قراءة الفاتحة وكانت صلاته سريعة كالنقرات وشاب عصره الوهن حيث قاوم ثورات داخلية وخاض حروبا خارجية عديدة. ومن آثاره مدرسة ومسجد وخانقاه بقرافة المماليك وتجديده لمسجد الغمامة بالمدينة المنورة والحمام الذى نحن بصدده.

يوجد حمام أينال فى شارع المعز لدين الله الفاطمى قبالة قصر الأمير بشتاك قاعة الاستقبال مربعة الشكل ذات سقف من عروق خشبية براطيم تتوسطه شخشيخة بها ثمان وعشرون نافذة وفي الضلع الشمالي لهذه القاعة فتحة باب تفضي إلي حجرة ذات أرضية من بلاط حديث يغطيها قبو متقاطع وتتوسطها فسقية حجرية دائرية وتحيط بقاعة الاستقبال أربع سدلات. ثم مدخل بسيط يقود إلى حجرة باردة لخلع الملابس قبل الاستحمام وتؤدى إلى الحجرة الدافئة ثم الساخنة وللحفاظ على دورة الهواء الساخن فقد زودت الحجرة الباردة والساخنة بالقباب الضحلة وهى مكسوة بالزجاج الملون وخلف الحمام يوجد المستوقد حيث تستخدم القمامة الموجودة به فى تسخين المياه بالحمام والحمام يوجد به نظام إضاءة يبعث على الراحة والاستجمام مما يصبغ عليه ميزة إضافية.


وبمجرد دخولك للحمام يذكرك بمثل شعبي كثيرا مارددناه دون أن نعلم ما يخفيه لنا من قصة وراءه، "اللى اختشوا ماتوا" مقولة باتت تجسد قصة واقعية، حيث كانت هناك العديد من الفتيات يمارسن طقس الحموم في هذا الحمام ولحظهن العاثر شب حريق هائل وأصبح أمامهن خياران إما أن يبقين في الحمّام فيمتن حرقا وإما أن يخرجن عاريات إلى الشارع، وبالطبع منهن من ركضن من الخوف دون أن تفكر في أي شيء، ولكن من اختشين منهن "ماتوا" ومن هنا جاء المثل.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام