أينما تذهب عيناك وأنت تخطو بداخل محمية الوريعة الجبلية، سيدهشك إبداع الخالق عندما تشاهد بديع صنعه في روعة وجمال عيون المياه وخرير الشلالات التي تنبع من باطن الأرض فتدغدغ الحواس وتبعث في النفس شعوراً بالسعادة والراحة.

تمتد محمية الجمال النائم من سلطنة عمان جنوباً حتى مضيق هرمز شمالاً وتبعد 45 كم شمال مدينة الفجيرة على الطريق الواقع بين خورفكان ومنطقة البدية وتبلغ مساحتها 220 كم2 ضمن سلسلة جبال حجر الساحر التي تتميز بتنوع بيولوجي ساحر وتكوينات جيولوجية فريدة من المنحدرات والتشكيلات الصخرية فيما تعود تعود بعض الأماكن الأثرية بها للقرن الثالث قبل الميلاد.

يرجع سبب تسمية الوادي بإسم الوريعة نسبة إلي نبات الورع وهو الإسم المحلي لنبات القصب الذي ينتشر بأماكن وجود برك المياه الدائمة في الوادي كما تزخر الوريعة بتنوع بيولوجي فريد وتكوينات جيولوجية مذهلة من المنحدرات الصخرية والأنهار والتشكيلات الصخرية.

توفر الوريعة فرصة إستثنائية لمحبي الطبيعة والباحثين عن الهدوء لما تمتلكه من عيون مياه طبيعية وشلالات تصب في مياه البرك على عمق 4 أمتار تحت الأرض ومنها شلال الوريعة الكبير الذي تصب مياهه في البرك بقلب الجبال، كل هذه المميزات أتاحت لرواد المحمية فرص التمتع بالسباحة، ومراقبة الطيور والحيوانات أو سلق الجبال والتخييم وإستكشاف النباتات والمساحات الخضراء.
وتضم الوريعة كثير من النباتات الجبلية والأشجار المختلفة وهي الموطن الوحيد لزهرة الأوركيد إضافة إلى 208 أنواع من النباتات و652 من الحيوانات فهي موطن لثعلب بلاندفورد والقط البري العربي والقنفذ والوشق وغيرها كما تعد المحمية واحة فريدة لعلماء الطيور فبها 94 نوعاً من الطيور المهددة بالإنقراض في المنطقة وتضم 21 نوعاً من إجمالي 30 نوعاً معروفاً من اليعاسيب البرية .

إعتمدت اليونيسكو عام 2018 وادي الوريعة ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي لتصبح ثاني محمية تنضم لشبكة المحميات العالمية وتخضع للمراقبة بأكثر من 100 كاميرا ضمن برنامج لمتابعة الحيوانات المهددة بالإنقراض وقد وثقت تلك الكاميرات عام 2018 أول تسجيل مؤكد للقنفد الهندي المعروف محلياً بإسم النيض.

إقرأ أيضاً