يجد الأطفال المتعة في تقليد ما يلاحظونه، يتعلمون من خلال ما يقلدون، إن كان لديك طفل فاعلم أن تصرفاتك مراقبة على مدار الساعة وهي قيد التجريب والإختبار ، حيث يمكن تشبيه الطفل بالببغاء .

اإكتساب الخبرات عند الأطفال
يعتقد الطفل أو والديه أنه عندما يقلد فهو يحاول الحصول على متعة وتسلية وهذا ما لا يمكن نفيه ولكن أثناء تقليده فهو يشبع فضوله ويجرب ما يلفت إنتباهه ويختبر المواقف والسلوكيات التي يلاحظها على الكبار أو في التلفزيون أو من أقرانه.

التقليد وبناء شخصية الطفل
يتعلم الطفل الدور الجنسي وكيف يميز نفسه كذكر أو أنثى عن طريق التقليد فعندما تقلدك طفلتك وتجد معك نقاطاً مشتركة أو عندما ترى أيها الأب أن إبنك يحاول محاكاة تصرفاتك وشخصيتك ليبدو كنسخة مصغرة عنك كما يفيد التقليد في تشكيل شخصية الطفل ومنحه الاستقلالية فهو يتعلم كيف يتصرف في مواقف معينة ويتعلم أن يتخذ رأياً وموقفاً ووجهة نظر حول موضوع معين من خلال ما لاحظه من مواقف وآراء الآخرين وخاصة من يحبهم ويجد معهم نقاطاً مشتركة تعجبه.

تعلم السلوكيات وردود الأفعال اتجاه المواقف
يساعد التقليد الطفل على تعلم الكلام واللغة؛ ليس فقط عندما يقلدكم في طريقة الكلام بل حتى عندما تقلده أنت فبهذه الطريقة أنت تحثه وتحمّسه على تقليد الطريقة الصحيحة للكلام وهكذا يتعلم اللغة فهو هنا يتعلم إستخدام الضمائر بمكانها الصحيح عن طريق التقليد فيشير لنفسه أولاً بضمير الغائب أو ينطق اسمه فيقول"فلان يريد مشيراً لنفسه" ثم يتعلم أن يقول "أنا أريد" ويفرق بين نفسه والآخرين وفي المرحلة التالية يتعرف على الفرق بين الذكر والأنثى في اللغة ويبدأ باستخدام الضمائر هي أو هو.

التأثيرات السلبية لسلوك التقليد عند الأطفال
كل تصرفات الأطفال لها هدف التعلّم والتجربة، ولكنها تحمل وجها آخر وهو الوجه السيء أو الخطر، ولذلك وجب علينا معرفة المخاطر أو السلبيات التي قد تحدث بفعل تقليد الأطفال لما يلاحظوه وكيف يمكننا تفاديها.

-قد تقترب الطفلة من الفرن أو الغاز وهي تحاول تقليد والدتها في الطبخ ويمكن تفادي تلك المخاطر بتأمين مصادر الخطر في المنزل كفصل الكهرباء عن الأجهزة عند الإنتهاء من إستعمالها أو أغلاق اسطوانة الغاز.
-قد يسرق الطفل في طفولته المتأخرة مفتاح السيارة ويحاول تشغيلها والأفضل محاورته واقناعه بخطورة الأمر وإن فشلت فيمكنك، وضع مفتاح مزيف أمامه وابعاد الحقيقي لأنك إذا أخفيت المفتاح فسيحاول الطفل إيجاده ليحقق متعة الانتصار وسيتعلم السرقة.
-قد يكتسب الطفل سلوكاً عدوانياً لاحظه على والده أو أحد الشخصيات التي أعجب بها في التلفزيون ويحاول تجريبها وهذا يفسر نوبات الغضب التي تنتابه عندما يحول الوالدين دون تحقيق ما يريد، فإذا استجبت له فأنك تعلمه أن يكرر السلوك لكونه مجدي لفرض قوته وتحقيق ما يريد.
- قد يتعلم الطفل قيماً خاطئة عن طريق التقليد كأن يرمي الأوساخ في أرض المنزل تقليداً لما شاهده عند أحد والديه، وهنا يجب علينا التصرف بلباقة حول العديد من الأمور فنحن مُراقبون وهناك من يتعلم من تصرفاتنا.
- القيام بأفعال أو التدخل في أحاديث قد لا تناسب سنه؛ ما قد يسبب إحراجاً للوالدين في كثير من الأحيان والمواقف.

كيفية التصرف حيال التقليد لدى أطفالنا
من شابه أباه ما ظلم فبديهي أن يحاول أطفالنا تقليد تصرفاتنا وهو الأمر الذي يعجب البعض ويزعج الآخرين وفي الحالتين لا فائدة من منعه وعوضاً عن ذلك حاول توجيهه واتبع النصائح التالية:-

-فإذا كنت لا ترغب أن يقلد طفلك أحد سلوكياتك أو تصرفاتك فلا تفعلها أمامه بدلاً من منعه أو عقابه.
-هناك أمور نقوم بها يومياً كإشعال المدفئة أو التدخين أو بعض التصرفات العنيفة عندما تجتاحنا نوبات غضب وكلها أمثلة خاطئة يلاحظها الطفل ويجدها جذابة فيجرب القيام بها لذا علينا كبالغين مراجعة تصرفاتنا أمامه لنضمن عدم تقليده لنا.
-هناك سلوكيات علي الطفل تعلمها كالعناية بأسنانه والترتيب أو النظافة ولباقة الحديث وغيرها؛ فلنكثر من القيام بها أمامه حتى يقلدها مع تعزيز السلوك الإيجابي لديهم بالمكافأة دون أن نقدمها له على أنها رشوة كيلا نخلق منه شخصية مادية إنتهازية.

إقرأ أيضاً