من الأخطاء الشائعة التي يرتبكها الآباء هو قصر العمل على أبنائهم بعد التخرج من الجامعة أو خلالها ففي عصر إمتلأ بكثير من المتغيرات والمغريات، أصبح عمل المراهق وربما الطفل أيضاً وسيلة لحمياته من كثير من السلبيات التي يهيئها الفراغ وطول الإجازة الصيفية مع أهميته في إكسابه كثير من المهارات التي تفيده لاحقاً بحياته الشخصية والمهنية لذا وجب علينا تسليط الضوء على عمل المراهقين والطلاب خلال الدراسة أو العطلة الصيفية مع طرق دعم الأهل لأطفالهم.
لماذا يبحث المراهق عن عمل؟
برغم أن الدافع يكون مادياً بكثير من الحالات، إلا أن المراهق يرغب في العمل في رحلة بحثه عن ذاته ورغبته في الإستقلالية وتكوين شخصية منتجة ليست عالة على أحد لذا يبدأ في البحث عن عمل يناسبه لزيادة الخبرة وثقل المهارات والشعور بالذات. في البداية، تفيد مقابلات التقدم للعمل المراهق في تحسين مهاراته وكسر رهبة الخوف من العالم الخارجي لديه وتنمي لديه الرغبة في مواصلة تحقيق أحلامه وطموحاته فمتي قوبل بالرفض سيتعلم معنى ضرورة عدم الاستسلام ومتابعة البحث عن وظيفة الأحلام لأنه كان دائم العمل خلال مراهقته وأثناء دراسته بالإضافة لإكتشاف مهارات جديدة بداخله والتعرف علي قدراته وتعلم الإلتزام وأهمية العمل والجدية بدلاً من الكسل والإعتماد على الأهل وأخيراً يكسبه العمل ثقة بالنفس مع القدرة علي التخطيط وتحديد الأولويات.
فوائد عمل المراهق
يتعلم المراهق الكثير من عمله خلال الصيف أولها كيفية إدارة شئونه المالية فعندما يكسب المال من عمله سيتعلم مباديء الاستقلال المادي ويكتسب مهارات مالية كالادخار أو الاستثمار وتحديد أولويات صرف أمواله التي تعب في الحصول عليها مع توسيع مداركه والتعرف علي المهنة الأفضل له وبالتالي اختيار تخصص جامعي يحبه وينجح به.
البعد عن المخاطر
تعد المراهقة فترة صعبة للغاية فقد يمر المراهق بتجربة تدخين السجائر أو شرب الكحول أو تناول المخدرات وغيرها من الممارسات الخاطئة ولكن عندما ينشغل بعمل يستغرق وقت كبير من يومه ستمنعه قلة الفراغ من فرصة تجربة هذه الأمور الخاطئة ويلهيه إنشغاله عن هذه التصرفات المضرة.
مهارات حياتية
إحدى فوائد عمل المراهق هي تعزيز ثقته بنفسه والتفكير المستقل مما يدفعه لتكوين شخصيته الخاصة بدون تقليد تجارب الآخرين كما أثبتت الدراسات أن هناك ارتباط واضح بين عمل الطلاب وارتفاع مستوى أدائهم المدرسي حيث يحصل الطلاب الذين يعملون على نتائج مدرسية أفضل من غيرهم بالإضافة لتعزيز استعدادهم الوظيفي وقدرتهم على فهم آليات العمل وطرق التواصل.
سلبيات عمل المراهقين
برغم الإيجابيات الكثيرة لعمل المراهقين، إلا أن له بعض الآثار السلبية فإذا كانت تجربة العمل الأولي للمراهق صعبة أو مملة فسينفر منها وقد تشكل لديه نظرة سلبية عن العمل تلاحقه فيما بعد مما يدفعه لكره أي عمل آخر طوال الوقت كما قد يمنعه عمله الصيفي من ممارسة هواية يحبها أو نشاط محبب لديه أو الشعور بمزيد من الضغوط النفسية وما يصاحبها من توتر وخوف من الفشل.
دعم المراهق أساسي
يحتاج الأبناء لدعم الأهل عند إتخاذ قرار العمل فعلي الآباء تشجيعهم وإشعارهم بالتحفيز والمساندة فيمكن للآباء مساعدة أبنائهم قبل التقدم لمقابلة العمل بانتقاء مظهر مناسب وتعليمهم أهمية الإنطباعات الأولي وضرورة الظهور بمظهر الجدية والإلتزام. وإذا كان العمل بتطلب زياً موحداً، يمكنهم مساعدة إبنهم بغسل وتنظيف وكي الزي يومياً لإكتساب احترام المدير وشعوره بتفاني إبنهم في العمل وإهتمامه به.
تعزيز المهارات المكتسبة
لن يعرف المراهق في بداية عمله قيمة ما يكسب وقد يسرف للغاية، لذا علي الآباء مساعدته علي تعزيز مهاراته المالية وتعليمه أهمية الادخار وإستثمار ما يدخره في شيء مفيد كشراء شيء يحبه مثل الموبايل أو لاب توب أو أي شيء آخر. ومن الضروري أيضاً أن يقوم الآباء بتعليم الأبناء الإحترافية بالعمل بنقل خبراتهم إليهم مثل كيفية التعامل مع الغير وسبل التعامل مع الغضب وتطوير مهارات الصبر.
وأخيراً
من المهم أن يعمل المراهق ليبني شخصيته الخاصة، ولكن من واجبنا كأهل أن نهتم به ونراعيه ونحميه من التعرض لأي شيء سلبي مع ضرورة توعيته بعدم الإنخراط في عمل يجهله أو قد يلحق به الضرر فلا يجب عليه مثلاً إصلاح الكهرباء في مكان عمله طالما لا يملك الخبرة المناسبة لذلك فالسلامة تأتي أولاً وقبل أي شيء آخر.