ينتظر الصغير حلول شهر رمضان ليبدأ تجربةً الصيام فيبدأ بيوم أو يومين حتى أذان الظهر ثم ثلاثة أيام حتى العصر ثم يوم كامل في الأسبوع الأول من رمضان. ساعدي طفلك علي الصيام واعلمي أنها تجربة هامة بحياته لها أساسياتها وحقائقها التي عليك الإلمام بها ومساعدته علي تحقيقها.
يحتاج طفلك للتشجيع مع نظام غذائي صحي لإحتمال الصوم ومهم أن تعوديه على الصيام مبكراً كأن يبدأ من سن السادسة بالصوم لساعاتٍ قليلةٍ ثم يزيد الأمر تدريجياً. لا تصري علي مواصلته الصيام فالقدرة على تحمل الجوع والعطش تختلف من طفلٍ لآخر خاصة إذا كان ضعيفاً أو مصاباً بأمراض فتأكدي من صحته بإجراء فحوصات طبية قبل رمضان. يستطيع طفلك الصيام في سن العاشرة دون مشقة فقط عليك تأخير وجبة الإفطار الصباحية للظهيرة ويكون الغداء وقت المغرب مع الأسرة وبذلك يكون قد صام أكثر من ربع اليوم وراقبيه وعند ملاحظة تعب أو دوخة قدمي له الطعام فوراً. إذا إستطاع إكمال يومه الأول دون متاعب، إبدئي الصيام المتقطع فيصوم يوم ويفطر يوم حتي يصبح قادراً على الصيام.
العشاء ليس سحوراً
لا تسمحي للطفل بالصيام إذا لم يتناول سحوره مع تأخير ميعاد السحور وعدم إعتبار وجبة العشاء سحوراً كيلا تطول فترة الإمتناع عن الشراب والطعام فتجهده وتعرضه للجفاف ونقص السكر بالدم ومشكلات صحية كثيرة مع عدم السماح للأطفال أقل من عشر سنوات بصوم الشهر كله بل بالتدريج ليعتادوا عليه لاحقاً فيمكن مثلاً أن يصوم من الفجر حتى الظهر أولاً ثم حتى العصر حتي نصل به للمغرب أو يتناول إفطاره متأخرا خاصة صيفاً ويظل صائماً حتي المغرب. تتفاوت قدرة الأطفال على الصوم من نفس الفئة العمرية وفقاً للتباين الجسمانى والحالة الصحية والفصل الذى يقع فيه شهر الصوم فالبرد القارس يزيد من الإحساس بالجوع والحر الشديد يزيد من الشعور بالعطش ويصيب الجسم بالجفاف. كذلك يصاب الأطفال بالإجهاد إذا جاء شهر الصوم أثناء العام الدراسى والإمتحانات. عليك أيضاً الإنتباه لإنخفاض السكر ويظهر في إرتجاف الأطراف وفقدان الوعى مما يتطلب إفطار الطفل بسرعة كيلا يؤذيه الصيام صحياً.
ماذا إذا أصيب بالجفاف؟
يجب أن يتناول كثير من المشروبات وأن يكون السحور غنياً بالنشويات للطاقة أثناء النهار وحفظ معدل السكر ثابتاً بالدم لحماية الطفل من الصداع والإرهاق مع تناول الزبادى واللبن والإقلال من الدهون والحلويات كيلا يشعر بالعطش. لا تعطي الطفل وجبة كاملة دفعة واحدة وإحرصي علي الإفطار الغني بالبروتينات والفواكه والخضراوات والعصائر وكثير من الماء بين الإفطار والسحور. تجنبي الأنشطة العنيفة كالجرى ولعب الكرة كيلا يفقد جسمه سعراته الحرارية وإشغليه بألعاب التسلية الذهنية. ومهم جداً مكافأته وإشعاره بفخرك فإظهار الفرحة بحلول رمضان وعدم التذمر من الصيام له بالغ الأثرعلي طفلك فأنت القدوة له. وأخيراً، لا تضعي الحلويات وأطعمته المفضلة أمامه قبل الإفطار كيلا تضعف عزيمته.
للمشروبات أهمية خاصة
إستبدلي العصائر غير الطبيعية والمشروبات الغازية بمشروبات مفيدة كالحليب الغني بفيتامين (د) وحامض الفوليك والكالسيوم لنمو العظام ومساعدة الجهاز العصبي للقيام بوظائفه ويحتاجه الجسم نهاراً أثناء الصوم والعصائر الطازجة لإحتمال العطش وخاصة الكوكتيل كمزيج الموز والفراولة والجزر والبرتقال ويحتاج الطفل الصائم لتناول خليط من العصائر الطازجة لإرتفاع قيمتها الغذائية وإحتوائها على مكونات غذائية مختلفة كفيتامين أ، د، ج، B6 والحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة.
الغذاء الأمثل لطفلك
وجبة الافطار:
حبة تمر أو حبتين علي الأكثر + شوربة عدس أو خضار + صنف واحد بروتين + أرز أو مكرونة أو نصف رغيف في فترة ما بين الإفطار والسحور + عصير فواكه والأفضل كوكتيل + قطعة حلويات شرقية + أرز باللبن أو مهلبية + كثير من المياه.
وجبة السحور
سلطة خضراء + بيض أو جبن + لبن + نصف رغيف خبز + كوب عصير + ملعقة عسل.
إعلمي أن الصوم يساعد الطفل علي إكتساب كثير من المعاني السامية فمنه يتعلم الإخلاص لله ومراقبته له بأفعاله كما يقوى من إرادته ويجعله أكثر قدرة على التحكم فى نفسه مع إكتساب النظام واحترام الوقت ودقة المواعيد والصبر والتخلص من الأنانية ويترقى شعوره فيشعر بالجوع والعطش ويدرك معاناة الفقراء ويتعلم الأمانة والصدق ومراقبة الذات ومنهج الثواب والعقاب.