تحمل التحف الفنية قصصاً وحكايا كثيرة، إذ إنها ليست مجرد معروضات يحتفظ بها صاحبها لتملأ المكان، لكنها هواية وحالة عشق كبيرة تربط المقتني بمقتنياته لتروي تاريخ شعب وإبداعات فنانيه،وتمثّل هذه الأعمال جولة متميزة في تاريخ الفن .

تمثال الرخام لأفروديت
من عصر الإمبراطورية الرومانية، يعود إلى حوالي بدايات القرن الأول بعد الميلاد، تتراوح قيمته التقديرية ملايين الدولارات، ينتمي تمثال أفروديت إلى مجموعة نورثمبرلاند، وهو أحد تمثالي أفروديت الرومانيين المكتملين المعروفين في العالم، واللذين يعد نسخة عن التمثال الأصلي الاغريقي الذي تم نحته حوالي 420- 430 قبل الميلاد، وقد تم إكتشاف التمثال التوأم المشابه تماماً لهذا التمثال بالقرب من مدينة نابولي عام 2005، وقد شكّل هذا التمثال جزءاً من مجموعة Cesi في القرن السادس عشر، وذلك بعد أن اشتراه دوق نورثمبرلاند الأول عام 1773.

                  

لوحة الأقمشة لشخص راكع
من ممتلكات جامعة التحف وخبيرة الفن بربارا بياسكا جونسون، رسمت في ورشة عمل الفنان أندريا ديل فيروشيو، وتعود لحوالي عام 1470 بعد الميلاد كان المؤرخون ينسبونها إلى الفنان الكبير ليوناردو دا فينشي، يركّز الفنان في هذه اللوحة على الألبسة الفاخرة التي ترتديها إحدى الشخصيات الراكعة والتي تنظر إلى اليسار. تتراوح قيمتها التقديرية بثلاث ونصف مليون دولار أمريكي،  ولا شكّ أن هاتين اللوحتين الرائعتين اللتين رُسمتا في أحد أهم مراسم عصر النهضة، هما الوحيدتان اللتان لا زالتا مملوكتين من قبل أفراد عاديين، وتتواجد في أرقى المتاحف العامة في أوروبا.

كتاب تاريخ مدينة تروا
قام وليام كاكستون بطباعة الكتاب حوالي عامي 1473- 1474 بعد الميلاد في مقاطعة فلاندرز، تتراوح قيمته التقديرية مليون وثلاثمائة دولار أمريكي، أدى إختراع الكتاب المطبوع إلى إحداث ثورة حقيقية موازية، لا سيما بعد قيام وليام كاكستون بطباعة أول كتبه، وقد شكّل الكتاب المطبوع علامة فارقة في تطور اللغة الإنجليزية أوّلا، واللاتينية ثانياً، فوق ذلك هو إضافة حقيقية للأدب الكلاسيكي، إذ إنه يمثّل مرجعاً تاريخياً هاماً لحروب طروادة.

ساعة البرج المرصعة بالذهب
ساعة على شكل برج مطلية ومرصّعة بالذهب السويسري الصافي من أيام الملك جورج الثالث، مع دقات موسيقية كل ربع ساعة، وهي مصممة خصيصاً للأباطرة الصينين، وُجدت هذه التحفة في لندن حوالي عام 1790 تتراوح قيمتها التقديرية إثنان ونصف دولار أمريكي، وتعتبر هذه التحفة دليل على إفتتان أباطرة سلالة تشينغ بامتلاك الساعات الأتوماتيكية المصنوعة في سويسرا وإنكلترا، ظلّت هذه التحفة الفاخرة في قصر Jehol الامبراطوري حتى عام 1913، ليشتريها بعد ذلك جامع التحف السويسري غوستاف لوب، الذي باعها عام 1938-1939 إلى جاك دافيد لوكولتر، وفي عام 1953 قام ابن جاك دافيد، روجر وكولتر ببيعها الي تاجر يقتني التحف لعرضها بالمزادات.

   

لوحة زنابق الماء
يعود تاريخها إلى عام 1906تتراوح قيمتها التقديرية واحد وخمسون مليون دولار أمريكي، تعتبر من أهم وأشهر اللوحات الفنية التي خطتها ريشة "مونيه"، وقد اختار الفنان مونيه هذه اللوحة لتكون من أبرز الأعمال التي تعرض خلال الحدث الفني الهام الذي تم تنظيمه في غاليري Durand-Ruel في باريس عام 1909، وقد تألقت اللوحة خلال هذا المعرض جاذبة إليها الأنظار، ما دفع بتاجر الأعمال الفنية الأسطوري Durand-Ruel لاقتناء هذه اللوحة، فضمّها إلى مجموعته الشخصية حيث ظل يحتقظ بها طيلة حياته.

لوحة مربعات الأحمر، والأزرق، والرمادي
رُسمت عام 1927، قيمتها التقديرية ثلاثون مليون دولار أمريكي تُعدّ لوحة مربعات الأحمر، والأزرق، والرمادي تحفة مثالية رسمها الفنان بيت موندريان في ذروة عطائه الفني، وهي واحدة من سلسلة من الأعمال الفنية التي شكّلت أساساً لِتطور الفن الحديث، وظهرت مؤخر للمرة الأولى في مزاد علني، وذلك بعد أن ظلّت لأكثر من 50 عاما كجزء من مجموعة لوحات الفنان موندريان الخاصة، والذي ظل يحتفظ بها حتى وفاته.

لوحة بورتريه ثلاثية الأجزاء لجورج داير
رُسمت عام 1964 قيمتها التقديرية ما بين أربعة وثلاثون مليون دولار أمريكي، تصوّر لوحة البورتريه ثلاثية الأجزاء لجورج داير‘ بريشة فرنسيس وهي تشكل ملامح وجه لصديق له في مرحلة حساسة من مراحل حياته، وتنبض هذه اللوحة المتقنة بالحياة والألوان، وهما الخاصيتان اللتان تتميز بهما معظم لوحات ما جعل منه أحد أعظم فناني القرن العشرين، ونادرا ما عُرض هذا العمل الفني الاستثنائي في مكان عام، وذلك لأنه يشكّل جزءاً من مجموعة خاصة منذ عام 1970. 

            

لوحة البورتريه ذات التسعة أجزاء لمارلين مونرو
رُسمت ما بين 1979- 1986 تتراوح قيمتها التقديرية عشرة مليون دولار أمريكي، تسلّط لوحة البورتريه ذات التسعة أجزاء لمارلين مونرو الضوء على ملامح النجمة السينمائية الأكثر شهرة في القرن العشرين، وهي دليل ساطع على تركيز الفنان على المرأة بوصفها موضوعاً رئيسياً للوحاته كما على تألق مجموعة اللوحات المعكوسة لديه، رسم وارهول لوحات مارلين مونرو لأول مرة بعد وقت قصير من وفاتها المبكرة عام 1962؛ وفي عام 1979 عمد إلى رسم هذه الصور من جديد لكن بطريقة معكوسة وسلبية، وربما أراد الفنان من خلال تخفيف الضوء في هذه اللوحة التركيز على الظلال بشكل كبير.

إقرأ أيضاً