وراء كل أغنية حكاية عاشت الماضي والحاضر وخلدت إيقاعاتها ميراثاً غنياً لأجيال تعاقبت عليها لتُجسّد واقعها بكل ما يحمله من دموع وآهات وابتسامات.

يونس والكينج أسير
عرض الخال علي محمد منير فكرة تقديم أغنية من السيرة الهلالية ولم يرحب في البداية فمن غير المعقول أن يدخل على الجمهور بكلمة أنا يونس أو يا بنات الهلالية فأخذ ورقة وقلم وبدأ فى كتابه مطلع يقول "جاى من بلادى البعيدة، لا زاد ولا ميا". ولما غناها منير، قال الخال "لم أرى  منير يغنى بتلك الحلاوة من فترة كبيرة".

والأغنية لأحد قصص سيرة بنى هلال وهى واحدة من أعظم السير الشعبية وبالتحديد يونس وهو نجل شقيقة أبو زيد الهلالى وقد أسره خليفة الزناتي سلطان تونس آنذاك ووقعت فى حب يونس عزيزة إبنة السلطان.

وعندما صرحت له بحبها قال لها "وانتي تقوليلى بحبك، تحبي إيه في" وعندما طلبت منه الزواج مقابل تحريره من أسر والدها، قال "وده حب ايه ده اللى من غير أى حرية " ورفض الحب المشروط لأن قلبه متعلق بأهله وقال منير " قلبى ضايع مين يلاقيهلى باينى نسيته حدا أهلى".

    

لا تكذبي وعذاب الشناوي
قصة واقعية عاشها كاتبها كامل الشناوي بعد إكتشافه علاقة حب ربطت بين نجاة الصغيرة والأديب يوسف السباعي وقد كتب كلمات الأغنية بعدما شاهدهما معاً مجسداً كل معاني الألم التي شعر بها وقتها فكان يذرف دموعه أمام أصدقائه ممن تابعوا حكايته مع نجاة الصغيرة وبعد كتابتها حدث نجاة تليفونياً وردد عليها الكلمات فأعجبت بها كثيراً وطلبت أن تغنيها وأن يلحنها محمد عبد الوهاب وعاش قلب الشناوي ينزف ألماً حتى وفاته لدرجة أنه كان يزور المقابر يومياً وحينما سأله مصطفى أمين عن السبب أجاب بأن يريد التعود على الأجواء الذي سيعيش به للأبد.

بودعك من قلب بليغ
لم تنته قصة حب بليغ حمدي ووردة بالطلاق، بل ظلت معشوقته حتى توفي في باريس وكان يبعث لها برسائل عبر أغانٍ أم كلثوم وشادية وميادة الحناوي حتي أن كوكب الشرق مازحته قائلة بعد تقديمها لأغنية «بعيد عنك حياتي عذاب» «انت عملتني كوبري» وبرغم الحب الكبير الذي جمعهما، لم يدم زواجهما إلا 6 سنوات بسبب تعدد علاقات بليغ العاطفية. وبعد قضيته المشهورة وهي إنتحار فتاة من شرفة منزله في ظروف غامضة، غادر بليغ حمدي مصر وعاش باريس حيث تدهورت حالته الصحية وقدم آخر أغنياته «بودعك» التي كتب مطلعها وأكلمها الشاعر منصور الشادي، وكانت آخر ألحانه لوردة.

سألتك حبيبي وبكاء فيروز
أصيب عاصي الرحباني بنزيف في المخ وتدهورت حالته ودخل المستشفى وكانت فيروز تقدم مسرحية المحطة فكتب لها منصور الرحباني أغنية تعبر عن حزنها لغياب عاصي لتغنيها بالمسرحية ولحنها زياد الرحباني وكان عمره وقتها 17 عاماً. وبعد شفاء عاصي غضب بشدة لشعوره بأنهم تاجروا بمرضه ورفض أن تكون الأغنية ضمن أحداث المسرحية لكنه وافق بعد إلحاح الجميع، وبعد وفاته حزنت فيروز كثيراً وقدمت الأغنية بإحدى الحفلات ولم تستطع تكملتها للنهاية فقد بكت بمقطع «ولأول مرة ما بنكون سوا»، فقد جسدت الأغنية المشاعر التي جمعتهما معاً.

ست الحبايب علي السلم
ذهب الشاعر حسين السيد لزيارة والدته في عيد الأم وبعد صعوده الدور السادس تذكر أنه لم يحضر لوالدته هدية فجلس على السلم وأخرج من جيبه قلماً وورقة وبدأ في كتابة أغنية ست الحبايب ثم طرق باب الشقة وأسمعها الكلمات ووعدها بأن إحدى النجمات ستقدمها غداً في الإذاعة وبالفعل اتصل بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أعطى العمل لفايزة أحمد وفي صباح اليوم التالي غناها محمد عبدالوهاب على العود فقط. وبنهاية اليوم غنتها فايزة أحمد بالإذاعة بالتوزيع الموسيقي وبذلك أوفى حسين السيد بوعده لوالدته لتصبح بعدها الأغنية أيقونة عيد الأم برغم ظهور كثير من الأغنيات التي تعبر عن تلك المناسبة.

قارئة الفنجان
كانت قصة حب عبد الحليم حافظ وسعاد حسني مثاراً للتساؤلات فالقصة اختلف حولها الكثيرون ولكن سعاد حسني إعترفت في مذكراتها بأنها المقصودة بقصيدة قارئة الفنجان التي كتبها نزار قباني ليترجم رحلتهما المليئة بالصعاب والملبدة بالغيوم. وقتها قرأ نزار القصيدة علي حليم الذي انهار وبكى بشدة خاصة من مطلع يا ولدي قد مات شهيداً من مات فداء للمحبوب لكنه طلب تغيير سطر شعري كامل يقول "فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسه وجنود" حيث خاف من إثارة رجال الدولة بعبارة وكلاب تحرسه وجنود. ظلت كلمات الأغنية مع محمد الموجي لمدة عامين حتىوغناها حليم في عيد ربيع 1976.

إقرأ أيضاً