عادة بعد الإنفصال، تتراكم علينا الأفكار المتناقضة حول ما إذا كنا فعلنا الصواب أم لا. وقد عبّرت عنها سميرة سعيد ببراعة حين قالت "ماقدرش أنكر إن لسة في جزء فيا، بيقولي طب كنتي استنيتي عليه شوية... ماتمثليش إنك عايشة طبيعي وعادية، ماتمثليش إنك سليمة"

ولكن يجب أن نعرف أن لأي إنفصال عدة مراحل، سنمر بها كلنا شئنا أم أبينا

أول مرحلة: النكران
شعار المرحلة "أكيد دي زوبعة في فنجان وهيرجع"
الفكرة هنا هي أننا لا نعلم الواقع ولا يوجد شخص علي وجه الكوكب يستطيع أن يجزم بما سوف يحدث، قد يأتي أو قد لا يأتي فقط إحرصي علي عدم بناء توقعات بلا أساس لأن ذلك الشعور سيعيدك لمشاعر الخوف والندم والإحباط. في هذه المرحلة ستحاولين اللجوء للعرافات وقارئات الفنجان وأحاديث الصديقات المنصبة حول سيعود .. حتماً سيعود فهو لن يجد مثلك أبداً. إحذري تلك المشاعر وصمي أذنك عن تلك الأقاويل فهي مجرد هراء ومحاولات لإيهامك بأن المستقبل سيأتي به يوماً من جديد وإعلمي أنك تضرين نفسك أكثر من إسعادها فإستخدمي الوقت لنسيان التجربة بدل من تطويل العذاب عالفاضي.



ثاني مرحلة: الإحباط
شعار المرحلة "القصة شكلها خلصت فعلاً"
سواء كنتِ تنتظرين في صمت أم كنتِ تحاولين لفت انتباهه بشكل إيجابي أو سلبي أو حتي حاولتي التحدث إليه وإرجاعه ثم جاءت النتيجة بصفر، ستكون صفعة أخري أنتِ في غني عنها وهذه هي أصعب مرحلة علي أي محب ولكنك ستجتازينها فقط تذكري ما قالته رجاء الجداوي في فيلم السلم والثعبان لحلا شيحة "ماحدش بيموت من الحب"ّ! وأعلمي أيضاً أنه إذا كان حباً حقيقياً وكان الشريك رجلاً بمعني الكلمة فما كانت تلك العلاقة ستنتهي فمن يحب لا يفارق وإن فارق تحت أي ظرف فهو لا يبيع ولا يهمل ولا يجافي بل يتعذب حتي ولو في صمت وستصلك مشاعره الحقيقية فقط إثبتي.

ثالث مرحلة: الغضب
شعار المرحلة "أنا إزاي سكتّ علي المهزلة دي؟"
هو ـنا ليه ماردتش عليه وقلت كذا وكذا؟؟ شعور متوقع فكلنا نعيد ترتيب حسابتنا ونعيد قراءة المشهد وقد نجلد ذاتنا في محاولة منا لإصلاح ما فينا من عيوب لنعود للحبيب السابق أو لنكون مهيأيين للتعامل مع الحبيب القادم ولا نخسره بسبب نفس تصرفاتنا السابقة فطبيعي أن نغضب من ردود فعلنا الخاطئة أو من تصرفات الطرف الآخر التي تجاوزنا عنها من منطلق التطنيش و "خلي المركب تمشي"، ولكننا لم نستطع الإحتمال... فنغضب. حذار من الإنجراف في تلك المشاعر والأحاسيس فجميعها سلبية وسوداء وعواقبها وخيمة، إياك وجلد الذات ومعاقبة النفس وحذاري من العودة لعلاقة سامة لمجرد عدم رغبتك في البقاء وحدك وتذكري دوماً أنك تستحقين الأفضل.

رابع مرحلة: الإستسلام للواقع
شعار المرحلة "أنا بقيت تمام أهو"
نعم إنفصلنا، نعم لن نرجع كما كنا، نعم فشلنا ولكن ماذا سأفعل؟ّ! لا يوجد شخص علي وجه الأرض سيستطيع العيش في حزن وكآبة مدي الحياة. فستقل عدد مشاهداتك لصفحاته علي مواقع التواصل لمعرفة أخباره، قد يغيب عن ذهنك لفترات طويلة، قد لا تجيدين نفس الشغف بداخلك لتتبع أخباره أو حتي الشغف لإثارة فضوله أو غيرته عليكي حتي وإن صادفتيه في مكان عام، قد تبادرين بإلقاء التحية كأنه صديق قديم أو معرفة قديمة لا أكثر ولا أقل وتلك هي أحلي وأبهي صور التعافي من علاقة غرامية لم تكلل بالنجاح، إسعدي بها وعيشي لحظتها الجميلة. تذكري دوماً أنك جميلة وتستحقين الإهتمام والحب والرعاية وتستحقين رجلاً بمعني الكلمة يصونك ويحافظ عليك ويبذل كل ما بوسعه للحقاظ عليك وعلي حياتكما معاً.

لا توجد قاعدة عامة تحدد المدة الزمنية لكل حالة مما ذكرناها سابقاً، فقد تأتي المراحل بتسلسل مختلف، قد تطول مرحلة وتقصر أخري، ولكن في النهاية، لا شئ يدوم..

إقرأ أيضاً