"أوحش حاجة في الإكتئاب هو اللي بيخليك تعمله في اللي حواليك" قائل هذه العبارة مريضاً بالإكتئاب في جروب للدعم المعنوي علي الفيسبوك وسواء كان المريض علي دراية بها أم لا فالجميع يعاني لذا نستعرض معكم سلسلة حلقات مع د. ريمون قناص أخصائي أمراض نفسية وعصبية جامعة عين شمس عن عدد من الأمراض النفسية الشائعة والتعامل الأمثل معها.

يظل إضطراب ثنائي القضبين Bi Polar أحد أشهر إضطرابات السلوك التي يعاني منها الكثيرون دون أن يدركوا مرضهم وكيفية التعامل الأمثل معه فيضلوا طريقهم وسط الحياة الإجتماعية ويأتون بتصرفات وافعال لا يفسرها المحيطين سوي بكونهم الأغرب والأصعب ويظل الإبتعاد عنهم هو الحل الأمثل.

القطب الأول من المرض هو الإكتئاب والثاني هو الهوس وبينهما يتأرجح المريض لكن تلك الإضطرابات لا تحدث خلال اليوم الواحد بل علي مدار العام بأكمله فقد يصاب المريض بحالات الإكتئاب لعدة أشهر ثم ينتقل منها ليصاب بالهوس لعدة أشهر أخري ولا تأتي تلك النوبات تباعاً فالأكثر ذيوعاً أن يصاب المريض بعدد من نوبات الهوس مقابل نوبة إكتئاب واحدة وعليه لا يتم تشخيص هذا الإضطراب إلا عند حدوث نوبات الهوس وتشخيصها علي النحو الأمثل.
بين الإكتئاب المرضي وإكتئاب ثنائي القطبي
يكمن الفرق في طريقة العلاج لتحقيق التوازن النفسي ففي الإكتئاب المرضي يصف الطبيب للمريض أدوية مضادة للإكتئاب فقط ويعتمد عليها كلياً في إعادة ضبط سلوكيات المريض وحالته المزاجية بينما تستلزم حالات إكتئاب ثنائي القطبين اللجوء لمثبتتات المزاج أو mood stabilizers وذلك منعاً لإثارة نوبات الهوس لدي المريض والسيطرة عليها بصورة تامة وهي من الأدوية التي لا يجب أن يتناولها المريض من تلقاء نفسه بل ينبغي دوماً اللجوء لإستشاري متخصص بعلاج تلك الحالات لتجنب الآثار الجانية التي قد تنجم عنها والأهم التوصل للنتيجة المطلوبة منها.

عن أعراض الهوس
تبدو تلك الأعراض بصور عديدة وقد يخطيء المحيطون في تحديدها بل ويذهبون في تفسيرها لإنفعالات خاطئة ومن ثم لا يجيدوا فن التعامل مع المريض الذي قد يجهل مرضه أو يخجل من المصارحة به وتشمل تلك الأعراض نشاطاً زائداً عن حده، قلة نوم أو عدم احتياج للنوم، حماس رهيب، رغبة في الكلام طوال الوقت، إندفاعية رهيبة تصل لمرحلة المخاطرة بنفسه أو لمن حوله، عدم الإهتمام بالعواقب. ولكن المريض بيكون علي دراية تامة بما يفعله ولكن لا يستطيع السيطرة علي اندفعاته ولذلك فهو مرض نفسي وليس عقلي.
بين المرض العقلي والمرض النفسي
المرض العقلي هو إضطراب بالعقل نتيجة لإضطراب بمشاعر وأحاسيس المريض وله أسبابه ودوافعه وطرق علاجه بحسب درجة الإصابة وطبيعتها. أما المرض النفسي فهو إضطراب في المشاعر والأحاسيس فقط وليس في العقل فالبيئة المحيطة بالشخص تؤثرعلي نفسيته وسلامته العقلية وكذلك علي هرمونات الدوبامين والسيراتونين وتلحق بالمريض الأذي كما تعرضه لكثير من المخاطر والمشكلات التي يعجز عن التعامل معها علي نحو لائق.

وبرغم أن الأمراض النفسية لا تؤثر علي قوة وسلامة العقل، إلا أنها تؤثر بصورة كبيرة علي الأفعال وطريقة التفكير والتعامل مع معطيات الحياة ومستجداتها ومن ثم تأتي بنتائج تؤثر سلباً علي المريض شأنه شأن الشخص العادي فإذا شعرت مثلاً بالتشاؤم من مشروع ما قبل البدء فيه فسوف تصاب بالفشل في الأغلب حتي ولو كانت الحسابات والدراسات كلها سليمة وكذلك المريض الذي تؤثر عليه الإضطرابات النفسية وتعرقل مساره في كثير من الأحيان لذا ينبغي دوماً التعامل مع الحالة النفسية علي محمل الجد وعدم إهمال الإستشارة الطبية متي لزم الأمر لتفادي تفاقم تداعيات شديدة الخطورة قد تؤثر علي الحياة بأكملها برغم إمكانية تفاديها والحد من تفاقمها من البداية.

إقرأ أيضاً