"أوحش حاجة في الإكتئاب هو اللي بيخليك تعمله في اللي حواليك" قائل هذه العبارة كان مريضاً بالإكتئاب في جروب للدعم المعنوي علي الفيسبوك. دعونا نعمم القول علي باقي الأمراض النفسية، فالكل يعاني، إليك سلسلة حلقات مع د. ريمون قناص أخصائي أمراض نفسية وعصبية جامعة عين شمس عن عدد من الأمراض النفسية الشائعة والتعامل الأمثل معها.

نكرر كلمة شيزوفرانيا أو فصام دون دراية بمعناها فهي حالة خلل في العقل والمنطق أو إضطراب ذهني وخلاله يواجه المريض مشكلة في ترتيب أفكاره والحكم علي الأمور والتعبير عن النفس وقد يصل للضلالات أي رؤية شخصيات غير حقيقية ولكنها بالنسبة له مؤكدة وغير قابلة للنقاش فهو يراها ويسمعها. ولهذا المرض عدة مراحل تختلف كل مرحلة في حدتها.

ما هي أشهر أعراض الشيزوفرينيا؟
-قلة الإهتمام بالنفس شكلاً وموضوعاً.
-كلام غير مترابط أو متناسق.
-إهتمام بأشياء تافهة وغير منطقية مع إهمال الجوانب الهامة.
-تدهور حاد وملحوظ بالعمل والدراسة والعلاقات لأسباب تافهة وغير منطقية بدون تفسير لما يفعله لأنه لا يعلم أصلاً ما يفعله.
-العزلة الشديدة والبعد التام عن الناس.
-التنازل عن النجاحات والطموح بلا سبب.
كيف نُفرّق بين المريض والشخص المهمل بعمله وحياته؟
لا يبني أي تشخيص علي عرَض واحد فلابد من توافر عدد من الأعراض فمثلاً الإهمال قد يكون ناتج عن إضطراب بالشخصية ولكن الشخص يكون علي دراية بما يفعله بعكس مريض الفصام الذي لا يستطيع تفسير أفعاله فالمضطرب لديه أسباب ودفاعات محددة لتصرفاته.

عند أي سن تظهر تلك الأعراض؟
غالباً في سن المراهقة وقد تبدأ أحياناً خلال الطفولة.

وما هي أعراضه لدي الأطفال؟
صعوبة إندماج الطفل مع من حوله وعدم التفرقة بين تخيلاته والواقع فلأطفال لديهم خيال واسع وأفكار كثيرة ولكنهم يندمجوا سريعاً بالواقع بعكس طفل الشيزوفرينيا فإهتمامته تختلف عن أقرانه حتي نمط لعبه غريب وخطير كما أنه لا يتأثر بمشاعر الآخرين فما يخاف منه الأطفال لا يراه مخيفاً فتعبيرات الوجه والجسم غير متطابقة مع إحساسه أو الحدث ويميل أيضاً للعنف المبالغ فيه وغير المبرر تجاه من حوله.
هل من علاج للفصام؟
في الأغلب يتم تنظيم وتعديل هرمون الدوبامين وهو المسؤل عن التفكير ونشاط المخ والإنتباه لأن نسبته تكون أعلي من الطبيعي فيدفع الشخص تجاه الضلالات والأفكار الغريبة. هناك ثلاث إحتمالات للعلاج فقد يشفي المريض بعد شهور من العلاج وقد يعاوده المرض مرة أخري بعد عدة سنوات وهناك إحتمال ثاني وهو خضوع المريض للعلاج مدي الحياة كمريض السكر والضغط. أما الإحتمال الثالث فنطلق عليه "مريض المستشفيات" وهو دائم الدخول والخروج من المصحة النفسية وهو خطر علي من حوله بسبب نوبات العنف الشديدة.

في المجمل، 70% من الحالات يتم علاجها بالأدوية مع دمج المريض بالمجتمع فمنح المتعافي مسؤليات ومهام أثِبُت فاعلية شديدة في تحسن حالته وبمرور الوقت، يستعيد عمله ويمارس حياته بشكل طبيعي مع ضرورة وجود وعي ذاتي لديه عند ظهور الأعراض مرة أخري.

هل يمكن إقناع مريض الفصام بضرورة العلاج؟
لا يعترف المريض غالباً بمرضه ويظل الحل الأمثل هو وضعه أمام الأمر الواقع والذهاب به للطبيب أو المصحة النفسية لأن محاولات إقناع هذا النوع من المرضي مستحيلة.

إقرأ أيضاً