يمازح كثيرون باستعمال كلمة OCD واصفين بها الشخص المرتب أو الميال للمثالية الزائدة بينما هو مرض مليء بالحزن والتوتر والأفكار والوساوس غير المرغوب فيها والتي تدفع المرء لسلوكيات غريبة ومحرجة أمام من لا يعرف وضعه الصحي.

يعرف الوسواس القهري بالتوتر والقلق المستمرين والأفكار القهرية التي تدفع الشخص نحو سلوك معين بدون توقف يجب أن يكرره عدداً معيناً من المرات حتى يسكت الوسواس وهي هواجس لا يمكن إيقافها أو حتى تجاهلها دون الشعور بالتوتر والقلق.وينقسم المرض إلى وساوس قهرية مثل الأفكار والمخاوف والمشاعر وأفعال قهرية وهي القيام بأنشطة معينة بتكرار وكثرة فوق المعتاد وتداخلها في الروتين اليومي دون ملاحظة.

مسببات الوسواس القهري
من الشائع أن يشعر المريض بوجود وسواس قهري تجاه أحد هذه الموضوعات:-
- الخوف من التلوث والفيروسات واحتمالات العدوى.
- الحيرة والشك ومواجهة صعوبة في تحمل كثرة الاحتمالات.
- الحاجة القهرية للنظام والترتيب.
- أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الآخرين.
- أفكار غير مرغوب فيها كالعنف أو الخيالات الجنسية أو الكوابيس المرتبطة بالدين.

عن التصرفات القهرية
إنها تصرفات عادية يقوم بها الجميع ولكن بتكرار وإصرار غريب ومنها ما يلي:-
- الغسيل والتنظيف والتعقيم بأدق درجة ممكنة وتكرارها.
- الفحص والعد والترتيب في نمط ونظام وشكل هندسي.
- الحفاظ على الروتين والنظام والقوانين والقواعد حتى في غياب ضرورتها.
- اتباع روتين صارم لأمور عادية كتخصيص كوب ليوم معين وأكلة لوقت محدد .

من أشهر السلوكيات التي تشرح أكثر طبيعة الوسواس القهري:-
- غسل اليدين حتى تصبح بشرتك مؤلمة مجروحة وملتهبة من شدة فرك اليدين.
- فحص الأبواب بشكل متكرر للتأكد من أنها مقفلة.
- فحص الموقد بشكل متكرر خوفاً من تسريب الغاز.
- ترتيب الطعام المعلب وفقاً للحروف الأبجدية أو تاريخ انتهاء الصلاحية أو اللون والحجم.

أسباب الوسواس القهري
لا زالت علاقة الوراثة بهذا المرض مجهولة ولا يوجد دليل علمي يجزم بالسبب وراء هذا الاضطراب ولكن حصر العلم الأسباب تغيرات بكيمياء الجسم تسبب تغيراً في وظائف الدماغ أو المرور بصدمة نفسية كبيرة قد ينتج عنه سلوك قهري كما يمكن للإنسان تعلم السلوكيات القهرية بمشاهدة الأهل أو اكتسابها مع الوقت.

علاج الوسواس القهري
قد تكون أحياناً هناك حاجة لعلاج مدى الحياة لكن يمكن أن يكون علاج الوسواس القهري مفيداً في مساعدة المريض على التعامل مع الأعراض ومواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته وهنالك نوعان من العلاج هما العلاج النفسي والعلاج الدوائي ويختلف العلاج تبعاً للمريض وطبيعته وتفضيلاته وغالباً ما يكون الدمج بين العلاجين ناجحاً جداً.

وأخيراً، تبين أن الطريقة العلاجيّة المسمّاة "المعالجة المعرفية (الإدراكية) السلوكية" هي الأكثر نجاحاً في معالجة اضطراب الوسواس القهري بين الأطفال والبالغين. وهناك أدوية يتم الاستعانة بها لعلاج الوسواس القهري وتعمل على السيطرة على السلوكيات القهرية والوساوس التي تحدث للمريض وتبدأ بالأدوية المضادة للاكتئاب لأهميتها في علاج هذا المرض حيث أنها ترفع نسبة السيروتونين التي يكون انخفاض نسبتها سبباً في حدوث هذا المرض.

إقرأ أيضاً