إمرأة من نوع خاص، ملامحها شرقية حتي النخاغ وحياتها خليط من الشرق والغرب منح لثقافتها تنوعاً وآفاقها إتساعاً، أمل مبدي رئيس قطاع تنمية الموارد مؤسسة مصر الخير ورئيس الإتحاد الرياض لذوى الإعاقة الذهنية وعضو الإتحاد الدولي للإعاقات الذهنية وأسرار الرحلة وخلطة النجاح.

في البداية، عرفيني بنفسك؟

أنا عاشقة للتفوق والعمل التطوعي الإجتماعي بمختلف صوره، درست الهندسة بجامعة القاهرة وتخرجت عام 1989 ولم يؤثر تفوقي الدراسي علي نشاطي الرياضي بسبب تنظيمي للوقت ما بين الدراسة والرياضة، أنا من عائلة تدعم العمل المجتمعي فأبي كان دائم الحديث عن حبه لمصر وقد تأثرت به جداً وبرغم حياتي بالخارج لنحو 12 عاماً عدت لمصر وعملت بالتنمية فترأست الإتحاد المصري والأفريقي للإعاقات الذهنية وحصلت لمصر علي عضوية الإتحاد الدولي بجانب رئاستي لقطاع تنمية الموارد بمؤسسة مصر الخير وكلاهما تنموي سواء العمل التطوعي بالإتحاد أو الذي أتقاضي عليه أجر بمصر الخير.



كيف كان تأثير البيئة المحيطة عليك؟

ولدتُ بمدينة الإسماعيلية وهي إحدى مدن القناة التي شهدت حروباً بين مصر وإسرائيل وعندما شُنّ العدوان الإسرائيلي على مصر كان عمري أربعة أيام فقط وتحمّلت أسرتي تبعات الحرب وهُجّرنا لمحافظة الشرقية حيث مكثنا حتي عدنا عام 1974 وبدأنا نعيش حياتنا بشكل طبيعي. وبرغم صغر سني، أذكر جيداً بعض صور التهجير المأسوية والتي غرست بداخلي قوة التحمّل والصبر.
والدك المناضل عبده مبدي، ماذا تعلّمت منه؟
أفخر بوالدي عبده مبدي الذي يطلق عليه أبناء مدينتنا لقب المواطن الإسماعيلاوي وقد احتفظ بهذا اللقب حتى وفاته وبرغم عمله بهيئة قناة السويس، كان من أبرز المناضلين والعاملين بالمجال العام بالمحافظة، ومنذ صغري، أراه يتفانى في خدمة المجتمع مما دفع أهالي المحافظة بعد وفاته للمطالبة بتسمية الشارع الذي نسكن فيه بإسمه.

كيف كانت البداية مع مصر الخير؟

إنضمت لمصر الخير عام 2015 وترأست عام 2019 قطاع تنمية الموارد وبه 7 إدارات. وخلال تلك الفترة، ضاعفنا عدد المواظفين إلي 200 موظف كما تضاعفت التبرعات للمؤسسة التي تعد بحق أحد كبري المؤسسات التنموية بمصر. القدر وحدي قادني للعمل التنموى برغم عملى طويلاً بالعمارة والهندسة فبدأت القصة عندما توليت منصب المدير الوطنى للأولمبياد الخاصة وهى الجمعية الأهلية التي كانت بداية دخولى العمل العام. وخلال ثلاث سنوات، أشهرت الجمعية وشهدت عدة فعاليات ثقافية وإجتماعية إنتهت بحضور الرئيس السيسى إحتفالية لذوى الإعاقة وكانت أول إحتفالية عامة يحضرها الرئيس بعد توليه مسئولية الحكم مما أشعرني بقيمة ما قدمت خاصة أن الإتحاد الرياضى لذوى الإعاقة كان قد تشكل عام 2014 وشعرت بأننى قد أديت دورى وكان عملاً تطوعياً، بعدها بدأت أبحث عن عمل مشابه لكن أكثر شمولاً وجاءت مصر الخير التي أشبعت طموحي لتنوع عملها ما بين التعليم والصحة والتنمية المتكاملة والدعم الإقتصادي والمجتمعي وتطوير القري والتنمية العمرانية ومشروعات محدودى الدخل والتكافل الإجتماعى، كانت أمنيتى العمل بهذا المكان الذى أسمع عنه فخرجت من عمل يمثل جزئية صغيرة لمظلة كبيرة تضم آلاف المشاريع.



ماذا عن قطاع تنمية الموارد؟

هو القطاع المسئول عن جلب التبرعات للمؤسسة سواء مادية أو عينية لخدمة المستحقين فمثلاً إذا لم أحصل على تبرع، لن أستطيع ذبح أضحية أو بناء مدرسة. يضم القطاع 7 إدارات ونحو 207 موظف وهو من أكبر قطاعات مصر الخير وقد تمكنا من مضاعفة الموارد وهذه الطفرة حققها مسئولى قطاع تنمية الموارد الذي يعد اليوم أحد أقوى فرق تنمية الموارد على مستوى الجمهورية. 



ما الجهات التى يتم التواصل معها لتنمية الموارد؟

نتواصل مع الجميع سواء أفراد أو شركات أو بنوك وكذلك دول الخليج، وكل فرد يتبرع للمؤسسة ولو بجنيه، له مكان لدينا حتى المليون جنيه والتبرع ليس أموالاً فقط وإنما أشياء أخرى فمشاركة الفرد فى المساعدة فى تسقيف منزل بالمجهود هو تبرع والتطوع تبرع والتبرع برمل أو أسمنت أو أى تبرعات عينية كما نقوم بمساعدة جمعيات أخري فـمصر الخير لا تدخل فى توزيع الملابس لكنها تعطيها لجمعيات أخرى تعمل بهذا المجال. لا توجد مؤسسة فى مصر تعمل فى 6 قطاعات كمصر الخير، فهى مؤسسة تنموية وليست خيرية فالبرامج كلها تنموية وهناك 10% خيرى يتمثل فى المساعدات الإنسانية لرجل لا يقو على العمل مثلاً أو سيدة لا تستطيع الإنفاق على أبنائها أو طفل ذو إعاقة وغيرها من الحالات التي تستدعي تدخل إنساني لكن يظل شعارنا هو تنمية الإنسان ويتحقق بتوفير مشروعات وتشغيل الشباب وغيرها.



هل زادت ثقافة التبرع بمصر؟

أري أن حب الخير فى زيادة مستمرة ومن يقول الأسعار زادت وأن الشعب لن يتبرع مخطأ للغاية فالشعب المصرى بطبيعته معطاء كما أن المجتمع المدنى يتحمل جزءاً كبيراً من أعمال التنمية ومنظمات المجتمع المدنى ضلع قوى للغاية بمثلث التنمية المستدامة.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام