على مر السنين حرص الكثيرين على إهداء زوجاتهم وأولادهم أشكالا مميزة من البيض الذهبى أو الفضى كهدية، لكن تظل بيضة واحدة هى الأغلى فى العالم، إنها البيضة الروسية بأسرارها الغامضة ورحلة في تاريخ بلاد القياصرة.

فكر القيصر الروسي ألكسندر الثالث عام 1884 في منح زوجته ماريا فيودوروفنا هدية ثمينة وكان تحدياً كبيراً فقد كانت تمتلك صندوق مجوهرات مليء بأغلى قطع المجوهرات المزينة بالماس والياقوت والزمرد والأحجار الكريمة النادرة فأمر الصائغ الشهير بيتر كارل فابرجيه بعمل بيضة مزينة بالمعادن الثمينة.

ولتحقيق ذلك ظل فابرجيه يعمل مع فريقه لمدة عام كامل حتى إستطاع خلال عام 1885 صناعة Hen Hen Egg والتى تعتبر أشهر وأغلى بيضة في العالم فهى مصنوعة من الذهب الخالص ومنقسمة لقسمين فصفار البيض صنع من الذهب وعندما تفتحه تجد بداخله دجاجة صغيرة مصنوعة من الذهب وعين الدجاجة مصنوعة من الياقوت.

وعندما مات الإسكندر الثالث عام 1894، واجه القيصر الجديد نفس المشكلة التي واجهها والده فقد فكر هو الآخر فى صناعة بيضتين واحدة لزوجته والأخرى لأمه وإستمر هذا التقليد طويلاً وأصبح تقليداً سنوياً دام لأعوام وأعوام بإستثناء عامي 1904 و1905 وذلك بسبب الحرب الروسية اليابانية. صنع بيتر كارل فابرجيه وفريقه 52 بيضة في الفترة بين 1885 و1917 وكان كل البيض مختلف ومزين بالذهب والأحجار الكريمة حتي وقفت صناعة البيض من الذهب والياقوت بمقتل عائلة القيصر على يد الجنود الروس عام 1917 إبان إندلاع ثورة الروسية والتى حدثت بعدها سرقة المجوهرات والبيض .

وبعند سنوات، إشترى تاجر خردة أمريكي بيضة ذهبية صغيرة في مزاد للأنتيكات مقابل 14.000 دولار ليبيعها مرة أخرى لصائغ لكنه لم يجد مشترى فبدأ فى البحث عن تاريخ البيض علي الإنترنت وإكتشف إنها كانت واحدة من بيض فابرجيه المفقود التى تم تصنيعها في الفترة بين 1885 و1917 فأرسل على الفور لمدير صاحب متجر الأنتيكات في لندن الذي لبى دعوته وسافر إلي الولايات المتحدة ليرى البيض بنفسه ليكتشف إنها بيضة الإمبراطورية الثالثة وإسمها Blue Serpent Clock Egg وقيمتها تبلغ أكثر من مليون دولار ليس فقط بسبب الذهب والأحجار الكريمة ولكن أيضا بسبب الحرفية والتصميم الفريد والقيمة التاريخية العريقة.

وكان شخصاً ما يبيع هذه البيضة عام 1964 في نيويورك مقابل 1500 دولار ولم يكن أحد يعترف أنها بيضة فافيرجي ثم باع صاحب متجر التحف بيضة Blue Serpent Clock Egg عام 2012 لكنه لم يذكر السعر لأحد وبعدها إشتري البيضة رجل ثري روسي يدعى فيكتور فيكسيلبرج وهو من عائلة أمريكية مقابل مبلغ تراوح ما بين 80 إلى 120 مليون دولار بحسب ما أشيع آنذاك.