ممثل موهوب يحقق قفزة لافتة في كل عمل فني، أثبت منذ بدايته أنه نجم من العيار الثقيل، عاشق للمغامرة والتجديد ويحترف التنقل بين الأدوار الصعبة، حتى أصبح نجماً لكل الشخصيات التي لا يصلح لها إلا نجم من الطراز الخاص العاشق للفن بحقّ، إنه إياد نصار ومعه كان هذا الحوار .

فلنبدأ بالممر
الفيلم إخراج شريف عرفة وإنتاج هشام عبد الخالق ويتناول فترة حرب الإستنزاف حيث كان ممنوعاً علي مصر إقامة مضادات طائرات إثر تدمير القوة الجوية بها فكانت الخطة في إستغلال القوة البشرية لإستنزاف العدو وإستعادة قوتنا فضلاً عن الجانب الإنساني وحالة الشعب المصري والإنكسار بعد الهزيمة وفقدان الأمل للتأكيد علي وجود إنتماء حقيقي لا يتغير لدي المصريين بالنصر أو الهزيمة. يؤرخ العمل أيضاً أحد أهم عمليات الإستنزاف لنشر الوعي بتلك المرحلة الهامة. ولأن آخر فيلم تم تقديمه بهذا الشكل كان من سنوات طويلة، تشجعت للعمل فالتقنيات إختلفت علي نحو يشكل نقطة تحول بصناعة مثل تلك الأفلام. يحتاج الجيل الجديد لمثل تلك الأعمال ليدرك عظمة تاريخ مصر. كان قراراً جريئاً ومغامرة محسوبة من الشركة المنتجة لصالح جيل بأكمله إذ يشارك العمل فى التثقيف بحروب وبطولات كانت هامة لتحقيق النصر ودعم الإنتماء الذي نحتاجه كعرب، تحمست جداً للفيلم عندما قرأت فكرته وصراحة لو لم أكن ممثلاً به لكنت حتما سأذهب لمشاهدته وسعدت بالعمل مع كوكبة من النجوم والمخرج شريف عرفة الذي أري العمل معه متعة حقيقية وإضافة كبيرة لأى فنان كما كنت بالعمل ضابط إسرائيلى وهو دور جديد ومختلف.

كيف خرجت عن نمطية الضابط الإسرائيلي؟
هناك نمطية بالسينما والدراما في تقديم الضابط الإسرائيلي لذا إستعديت بشدة فالضابط الإسرائيلي خلال تلك الفترة كان شديد الغرور لقناعتهم بأنهم جيش لا يقهر ويستطيعون في ست ساعات إحتلال سيناء والجولان فقمت بدراسة الحالة النفسية لقادة إسرائيل وقتها مع مشاهدة أفلامهم لتحديد رؤيتهم لذاتهم وكان التحدي الأكبر كيفية تقديم الشخصية علي نحو يحقق التعاطف معها وهو أمر صعب جداً كما كان هناك اختلاف بالملامح وانا أحب الخروج من شخصية إياد وتقمص الشخص الذي علي الورق بكل تفاصيله. في الواقع، كل شئ في هدا الدور مختلف وجديد من فكرته الحربية للشخصية وعقيدتها الشريرة وحالة الفيلم.

ماذا عن أصعب مشاهد الممر؟
أغلب المشاهد كانت صعبة فالفيلم يتناول حالة حرب وأغلب المشاهد بها أسلحة وذخيرة حية ومواد خطيرة جداً. وبرغم وجود خبراء متخصصين لضمان الأمان والسلامة، كنا نتعامل مع مواد خطيرة مما يستوجب كثير من الحذر مع صعوبة الشخصية التي أرهقتنى ففكرة تعاطفى مع الشخصية التى أجسدها وعدم الحكم عليها وهي إحدي قواعد التمثيل كانت صعبة فأصولي أردنية فلسطينية وهو لى وللجميع عدو بغض النظر هل هو طيب أو شرير لذا لجأت لطريقة بحث مختلفة لتقديم الشخصية بطريقة لم تقدم من قبل محاولاً تفادى كل الأخطاء كيلا تشبه أحداً فتعلمت بعض الكلمات العبرية ولم نكن نريد تشتيت المشاهد بقراءة الترجمة فكان الحل التحدث باللهجة الفلسطينية التى تعملها من الفلاحين الفلسطينيين مع مشاهد بالعبرية أتقتنها جيداً.

كيف تري أهم العوامل نجاح العمل؟
هناك عوامل كثيرة فالفيلم مكتوب بشكل جيد بالإضافة لشركة الإنتاج والإخراج والأبطال المشاركين كما أن وفيلم الممر نوع لم يره الناس منذ 20 عاماً أو أكثر مع التقنيات الحديثة فنحن نستخدم نفس المعدات المستخدمة في هوليوود وهي خطوة هامة لدعم صناعة السينما.

حان وقت كازابلانكا وحماسك للمشاركة
كازابلانكا تجربة مختلفة تماماً فهو يضعنى بمنطقة جديدة على خارطة السينما وغالباً ما تفرض الشخصية علي شكل مختلف عني مما يساعدني كثيراً. أجسد في العمل شخصية رشيد الطيار الذى يعمل هجام بحر برفقة عدد من الهجامين بالأسكندرية حتى يدب بينهم خلاف وتبدأ المعركة وهو شخص مختلف تماماً عن أي شخصية قدمتها كما أن بيتر ميمي المخرج قدمها بشكل مميز فهو من المخرجين المبدعين.

كيف كان الإستعداد لهجام البحر؟
أعشق تقديم شخصية أصلية بتفاصيل جديدة ويكون لى بحثى الخاص وأتعامل مع الشخصية كبنى آدم فأبحث بتركيبته النفسية وتفاصيله بناء على فهمى لها. وتركيبة رشيد الطيار غريبة لذا اتفقت مع المخرج والستايلست على شكل الشخصية من شعر طويل وطريقة حركات الجسم وأسلوب الكلام. لست ممن يبحثون فقط عن شكل خارجى مختلف لكن أيضا تفاصيلها الإنسانية الداخلية فكل الأشياء تتغير بناء على الشخصية.

هل واجهتك صعوبات فى تصوير الفيلم؟
تصوير الفيلم كان مرهقاً لكن رغبتنا فى تقديم عمل يعلق بذاكرة السينما كانت سبباً فى إصرار نجوم العمل على إخراج أفضل ما لديهم وتقديم عمل ينافس بقوة. أعتقد أن أصعب مشهد هو مشهد السباحة فأنا لا أجيدها بإحترافية ولكننى إضطررت للحصول على تدريب مكثف بإحدى الأكاديميات المتخصصة لتقديم المشهد بتقنية عالية ورفضت الإستعانة بدوبلير.

هل تخوفت من المشاركة بعملين في وقت واحد؟
مطلقاً بل دفعنى ذلك لمزيد من العمل على تطوير إمكانياتى لتقديم أفضل ما لدى وحاولت التفريق بين الشخصيات شكلاً وموضوعاً كيلا يشعر الجمهور بالملل.

أين أنت من الكوميديا؟
أرغب فى تقديم الكوميديا السوداء وليس الكوميديا التى تهدف للضحك فقط فسبق أن قدمت الكوميديا خلال أحد البرامج ووجدت أنها صعبة للغاية وأعتقد أننى لو قدمتها لا بد أن يكون النص ذا تركيبة خاصة وليس كوميديا خالصة.

هل من ثمة إختلاف بين إخراج الممر وكازابلانكا؟
شريف عرفة هو الأستاذ فهو تاريخ ومدرسة مختلف تماماً عن أي مخرج وهو صاحب تجربة خاصة وطويلة وله بصماته وتاريخه العريق وأنا أستفيد منه بشكل مستمر، أما بيتر ميمي مخرج كازابلانكا، فله طريقته وأسلوبه فهو يفهم إحتياجات السوق والحديث والتطرق لأماكن مختلفة بطريقة نظيفة. إجمالاً، كلاً منهما له طابعه الخاص فيما يقدمه وأسلوبه المميز في طرح الموضوعات والمعالجة الدرامية.

لماذا تميل للأدوار المركبة الصعبة؟
لا أعتقد أن هناك أدوار مركبة بل كل الأدوار مركبة وأنا إذا رأيت في الورق أن شخصيىة سهلة فلابد أن أخرجها بشكل مركب فطبيعة الإنسان معقدة وأنا أعشق تحدى الجوانب المظلمة للبشر بأدواري إذ أؤمن بالطبيعة البشرية وأعتقد أن الصناعة قد احتضنت الجانب المظلم من البشر أكثر.

قدمت البطولة المطلقة في الدراما، فأين السينما؟
عندما أشعر ان الوقت قد حان وأن العمل جيد، ستآتي البطولة السينمائية المطلقة فأنا يعرض علي بشكل مستمر أدوار بطولة بالسينما ولكن ليس بها ما يناسبني.

كيف ترى المنافسة؟
هناك منافسة شرسة لصالح الجمهور فهو المستفيد الأول خاصة فى وجود تنوع كبير بالأفلام، لقد بدأت السينما تستقطب جمهورها الذي تنوع بدوره، لقد ولت الفترة التي فقد خلالها الجمهور إيمانهم بالسينما من جراء توجه المنتجين للهلس والكوميدي الهابط ولكن عادت الأفلام القوية وإستعادت مكانتها ففي تراب الماس حققنا نجاحاً كبيراً برغم أن الفيلم لا ينتمي للكوميديا أو الأكشن.

إقرأ أيضاً